المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياه وطول الامل


ايمان حسن
03-25-2009, 01:55 PM
http://www.adaweya.net/bismillah.gif (http://www.adaweya.net/)
هل سمعتم بقصة الشيخ الوقور وركاب القطار ؟؟

إذا فاقرءوها الآن فكم هي شيقة !! وكم هي معبرة !! وكم هي خاصة بكل واحد منا !!

فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!

حصلت هذه القصة في أحد القطارات ...

ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنة بموعد الرحيل .. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا .. لكن من حسن حظه أن القطار لم يفته .. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..

توجه إلى المقصورة الأولى ...

فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون و يعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له .. أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..

فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجا .. كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا .. ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك ...

توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..

فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية .. معهم آلات حاسبة ومثلثات .. وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام .... ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!

فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!! ولكن كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا .. ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعدادا لإمتحانات نهاية العام .. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا .. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه ...

أمري إلى الله .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية ..

فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان ... أقرأهما السلام .. فتهللوا لرؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. أهلا بذي الجبين الوضاء .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟

فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!! .. ولكن كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم ..

توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها ..

فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما .. معهما خرائط أراضي ومشاريع .. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما .. وأسعار البورصة والأسهم ..

فأقرأهما السلام ... فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور .. أهلا وسهلا بك يا شيخنا الفاضل .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس ؟؟؟ فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا ... بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الو ضاء .. ولكن !!!! " يالها من كلمة مدمرة تنسف كل ما قبلها " .. كما ترى نحن بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع .. حديثنا كله عن التجارة والمال .. ونخشى أن نزعجك أو ألا تشعر معنا بالراحة .. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..

وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة ..

وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم .. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..

قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام .. ورحبوا به ... أهلا أيها الشيخ الوقور ..

وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس .. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد .. أزيحوا هذه الشنط عن الطريق .. تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له .. حمد الله ذلك الشيخ الوقور .. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار ..

توقف القطار في إحدى المحطات ...

وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة .. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل .. وطلب لنفسه " سندويتش بالجبنة " ... أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن ..

صعد بائع العصير إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال .. يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن ...

صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة .. للأم ... ومجلة كن داعية .. للأب .... ومجلة شبل العقيدة للأطفال .... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه ... ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب ... ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى ...

توقف القطار في المدينة المنشودة ..

واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا .. وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار .. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور .. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة ..

هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لا تنفع حسرة ..

والآن بعد أن استمتعنا سويا بهذه القصة الجميلة بقي أن أسألكم سؤالا ؟؟؟

من هو الشيخ الوقور ؟

ولماذا قلت في بداية سرد القصة :

وكم هي خاصة بكل واحد منا !! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!

أعلم إنكم كلكم عرفتموه .. وعرفتم ما قصدت من وراء سرد هذه القصة ..

لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين ...

إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا .. وفضح الله خطته حينما قال في كتابه الكريم { ولأمنينهم }

إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح في إبعادنا عن الدين ... وسيفشل حتما ..

ولكنه أتانا من باب التسويف .. آه ما أجمل الإلتزام بالدين .. ولكن مازالوا أطفالا يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب واللهو .. حرام نقيدهم .. عندما يكبرون قليلا سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به ..

ما اجمل الإلتزام بالدين ولكن .. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة .. بالواجبات والإمتحانات .. بعد ما ينهوا دراستهم سيلتزمون بالدين .. وسيتعلمونه ..

أو مازلنا في شهر العسل .. الدين رائع ولكن سنلتزم به غدا ..

مازلنا نكون أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيرا بديني .. وسألتزم به ..

ولا ندري هل يأتي غدا ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى .... !!!

التسويف هو داء نعاني منه في أمورنا كلها .. نؤمن بالمثل القائل : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع .. لذا نفشل في بناء مستقبلنا في الدنيا .. كما في الآخرة ..

فالعمر يمضي ونحن نردد .. غدا سأفعل .. سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من هذه .. مازلت صغيرا إذا كبرت سأفعلها .. بعد أن أتزوج سألتزم بالدين .. بعد أن أتخرج .. بعد أن أحصل وظيفة .. بعد أن .. بعد أن..

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ {التكاثر/1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ {التكاثر/2} كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {التكاثر/3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {التكاثر/4} كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ {التكاثر/5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {التكاثر/6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {التكاثر/7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ {التكاثر/8}


منقول
أرجولكل قارئ لهذه القصه الدعاء لي بالخير والتوفيق في الدنيا والأخره

فوكس
03-25-2009, 03:21 PM
اللهم ارزقها الخير والتوفيق فى الدنيا والاخرة وايانا

هشام حلمي شلبي
03-25-2009, 06:01 PM
لا يغرنك طول الأمل . .

كم من أناس اغتروا بشبابهم، وظنّوا انهم سيعيشون طويلاً فأسرفوا على أنفسهم بالمعاصي، وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل حتى جاءهم الموت بغتة، فرحلوا عن هذه الدنيا ولم يأخذوا معهم من ملذاتها شيئاً يتزودون به ويكون عوناً لهم في سفرهم الطويل.
وقد كان عليّ رضي الله عنه يحذر أصحابه من طول الأمل ويقول: "إن أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق..".
ولذا فإن الإنسان إذا أطلق لنفسه العنان فلن تنقاد له بسهولة ويسر، لأن النفس بطبيعتها تميل إلى الراحة والدعة وتحب اللهو والعبث ويعينها على ذلك الشيطان الذي يغرر بهذا الإنسان ويزين له زخارف الحياة ويصور له أنه لن يغادر هذه الحياة ويخدعه ويمنيه ويقول له: إنك ما زلت صغيراً والعمر أمامك طويل فلا تستعجل، تمتّع بشبابك وذق طعم الدنيا ولا يزال الوقت مبكراً على التوبة فإذا تقدم بك العمر وذقت ملذّات الدنيا وشبعت منها، فعند ذلك تب إلى الله، والله غفور رحيم، وهكذا يغرر به ولا يدري هل سيعيش حتى يتوب أو أنه سيرحل قبل أن يصل هذه المرحلة.
والنفس كالطفل إن لم تهمله شبّ على حب الرضـاع وإن تفطمـه ينفطم
فجاهد النفس والشيطـان واعصهما وإن همـا محّضـاك النصـح فاتّهم
ولا تطـع فيهما خصماً ولا حكماً فأنت تعلـم كيـد الخصم والحكم
فعليك يا أخي أن تتجّنب طريق المعاصي ولا تطع الشيطان ولا تتبع خطواته، فإن الشيطان لم يزل بأناس يمنيهم ويزين لهم حتى أرداهم في نار جهنم والعياذ بالله..



جزاكي الله خير وجعله في ميزان حسناتك

هشام حلمي شلبي
03-25-2009, 06:03 PM
"الأمـــــــــــــــــــــــــل" هذه الكلمة تتوقف عليها كلّ حركة الإنسان في الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم
في احتدام حالة اليأس هنا وهناك وبلوغ حالات الإحباط درجات وخيمة أحياناً تصل إلى مستوى الهروب من الساحة والانغلاق على الذات والتساقط بانسداد الآفاق وغياب الحلول وتأخر النصر يكون الحديث عن الأمل كضوء مصباح ينير العتمة أو يبدّد شيئاً منها لا سيما إذا كان الحديث مستوحى من كلمات الله ومستمداً من كلمات نبيه ص وأهل بيته (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع أنبياء الله المرسلين
الأمل
موضوعنا في هذا اللقاء هو الأمل هذه الكلمة التي تتوقف عليها كلّ حركة الإنسان في الحياة لأنّ الأمل يمثّل استشراف الإنسان للمستقبل في قضاياه كلّها إن في عمره أو في حاجاته أو حركته أو أهدافه أو تطلعاته كلها لأنّ الإنسان لو تجمد في دائرة اللحظة التي يعيش فيها ودائرة الظروف التي تحيط به لاختنق عمره في لحظته لأنّه يتصور أنّ هذه اللحظة هي عمره كلّه عندما لا يكون له أمل في الامتداد
وعندما يعيش الإنسان ظروفاً صعبة قاسية فإنّه يتصور بعيداً عن الأمل بالانفراج أنّ هذه الظروف هي التي تعمل على محاصرته وقل الشيء نفسه عندما يفقد الإنسان الكثير من غاياته أو ممّا يعيشه في نفسه فإنّ ذلك يمثّل حالة إحساس بالموت لذلك كان الأمل هو العنصر الذي أودعه الله في وجدان الإنسان وفطرته ليعيش عمره في الامتداد في الحياة وليعيش حركية التغير والتبدّل في الظروف التي تواجهه عندما تكون هناك ظروف قاسية تحيط به فيأمل أن تتبدل وهذا ممّا ينطلق به الإنسان في عمق الأمل وامتداده من خلال الإيمان بالله لأنّ هذا الإيمان يمنحك الإحساس بقدرة الله على كل شيء وبرحمته في كلّ شيء بينما الكفر بالله يجعلك تعيش في دائرة ظروفك والحالات الصعبة التي تفترس حياتك
الأمل في القرآن
وهذا ما نستوحيه من عدة آيات فنحن نقرأ في حركة الصراع التي يخوضها المؤمنون ضد القوى الكافرة أو المستكبرة أنّ الله تعالى يقول {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين*إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}[آل عمران؛139/140] فالله سبحانه يحدثنا هنا أنّ ضعفنا وقوة الآخرين ليسا أمراً ثابتاً فهناك دائماً فرصة لنقوى ويضعف الآخرون لأنّ الله بحسب سنته في الكون لم يجعل هناك ضعفاً خالداً ولا قوة خالدة فالضعيف اليوم قد يكون قوياً غداً والقوي اليوم قد يصبح ضعيفاً غداً
ومن هنا فإنّ الآية في الوقت الذي تعطيك إحساساً بالامتداد وبالخروج من الدائرة الضيقة التي تعيشها تمنحك إحساساً بعدم الاستسلام للواقع المنفتح الذي تعيشه وإن كان الله سبحانه وتعالى يحدّثنا عن أنّنا في خط الإيمان لا بدّ أن ننتظر الخير وإن كان يبتلينا ونحن في طريق الوصول إلى الخير{سيجعل الله بعد عُسرٍ يسراً}[الطلاق؛7] {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً*ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً}[الطلاق؛2/3] وننطلق في نفس الاتجاه لنقرأ الآية الكريمة التي تساوي بين اليأس وبين الكفر{يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله أن لا ييئس من روح الله إلاّ القوم الكافرون}[يوسف؛87] لأنّ اليأس من روح الله يختزن في ذاته بطريقة واعية أو غير واعية أنّ الله غير قادر على أن يحلّ المشكلة تعالى عن ذلك علّواً كبيرا لذلك فالمؤمن لا ييأس لأنّه يعيش الإيمان بالله وبرحمته وقدرته سبحانه وتعالى
وفي ضوء هذا يمكننا أن نعتبر الأمل بتغير الأحوال وتبدلها بانقلاب الضيق إلى سعة والعسر إلى يسر والضعف إلى قوة ينطلق من خلال عمق مفهوم الإيمان بالله بما نعتقده من صفات الله القادر الرحمن الرحيم الحكيم العليم وبهذا يمكن للمؤمن أن يعيش الأمل الأخضر الذي يبقى في حالة اخضرار بالرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها
أمل في أحاديث أهل البيت (ع)
وعندما ندرس ما ورد من الأحاديث في هذا المجال فإنّنا نؤكد ذلك وهذا ما تظهره الأحاديث المتعلقة بالأمل ففي الحديث عن رسول الله ص الأمل رحمة لأمتي ولولا الأمل ما رضعت والدة ولدها ولا غرس غارس شجرة
إنّ الأم ترضع ولدها فتعطيه القوة على استمرار الحياة في الوقت الذي تؤمل فيه باستمرار حياته ولو فقدت الأمل في حياته لحظة الرضاع لما أرضعته وكذلك الذي يغرس الشجرة يأمل أن يأكل منها ولو فقد الأمل في امتداد حياته لما غرس شجرة
وفي حديث الإمام علي ع في الغرر والدرر الأمل رفيق مؤنس لأنّه يؤنس وحشتك في ظل قساوة الواقع وصعوبته كما يوحي إليك بأنّ هناك فرصة في المستقبل تتيح لك أن تلتقي رحمة الله وفرجه
وفي الحديث عن عيسىع أنّه بينما عيسى بن مريم ع جالس وشيخ يعمل بمسحاة يثير الأرض فقال عيسى (ع) اللهم انزع الأمل وربما كان حواليه جماعة من الحواريين وأراد أن يعطيهم درساً في قيمة الأمل في حركية الإنسان في الحياة فدعا ربّه وهو مستجاب الدعاء عند ربّه اللهم انزع منه الأمل ونزع الله منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة وإضطجع فلبث ساعة فقال عيسىع اللهم أردد إليه الأمل فقام فجعل يعمل
فعندما فقد الشيخ الأمل في الحياة فقد الرغبة في العمل لأنّ الإنسان يعمل عادة من أجل النتائج الإيجابية التي يحصل عليها أمّا إذا استغرق في التفكير بالموت فإنّه لا يجد أي دافع يدفعه نحو العمل وكان عيسىع حسب الرواية يريد أن يؤكّد هذا المعنى بإعطاء بإظهار النتائج السلبية لفقدان الأمل أولاً والنتائج الإيجابية لوجدانه ثانية
تقدير الأمل بشكل واقعي
إذا كان الأمل هو العنصر الذي تتحرك الحياة فيه ومن خلاله إلاّ أن هناك نقطة لا بد لنا أن نثقف فيها آمالنا وأن لا نستغرق كثيراً في الرهان عليه بحيث نشعر بأنّ كلّها تتحقق ذلك أنّ آمال الإنسان غير محدودة والإنسان قد يحلم أحلاماً تتصل بالخيال وقد يؤمل أشياء ترتبط بالواقع فعلى الإنسان أن يقدّر أمله تقديراً واقعياً أي أن تدرس ظروفك الحالية وحجم ما يمكن أن تتسع له الظروف في المستقبل وحجم طاقتك الآن وما يمكن أن يحقق لها النمو وعند ذلك يمكنك أن تخطط لأملك بحيث يجري في الخط الذي ترسمه لحياتك الطبيعية مع الالتفات إلى أنّه ليس هناك في الحياة إنسان يبلغ كل أمله
فإذا وضعت في حسابك آمالك ووضعت في الحساب أيضاً أنّ من الممكن أن الظروف لا تساعدك في المستقبل لتحقيق تلك الآمال تماماً كما هم الآخرون الذين عاشوا أحلامهم وآمالهم وتمنياتهم ولكنهم لم يبلغوها فعند ذلك لن تُصدم أو تسقط إذا لم يتحقق بعض أملك كما يحدث لبعض الناس عندما تضيق الحياة عن أحلامهم فيسقطون وربما ينتحرون لأنهّم جعلوا الحياة معلقة بهذا الحلم لذا لا بدّ للإنسان أن يكون واقعياً في أحلامه
وقد ورد في حديث علي ع واعلم يقيناً أنّك لن تبلغ املك ولن تعدو أجلك فأملك مربوط بأجلك وبالظروف الذاتية التي تعيش في داخل وجودك والظروف الموضوعية التي تحيط بك من خلال ما يتحرّك به الآخرون من حولك وإنّك في سبيل من كان قبلك فلا بدّ أولاً أن تكون واقعياً في أملك مراعياً بذلك حركة وجودك وظروفك ولا بدّ أن تشعر ثانياً بأن آمالك لن تتحقق تماماً لأنّ الموت قد يأتي إليك فيكون حاجزاً بينك وبين آمالك وربما تأتي الظروف الصعبة فتحول دون ذلك
باطل الأمل
ولكن هناك بعض الآمال الخيالية أو غير الواقعية التي يحملا الإنسان الذي يعيش بامتداد حياته إلى ما لانهاية فيغفل عن الاستعداد لما وراء هذه الحياة أو يغفل عن التخطيط للغايات بروح المسؤولية وهذا ما يسمى بباطل الأمل يقول تعالى{ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}[الحجر؛3] هؤلاء الذين يلهيهم الأمل عن تلمس مسؤولياتهم فيستغرقون في شهواتهم وأداء واجباتهم
وقد ورد عن علي (ع) وهو يحدّثنا عن هذا النوع من الآمال ربّ مستقبل يوم ليس بمستدبره ومغبوط في أول ليل قامت بواكيه في آخره(ع) فمن الممكن جداً أنك تستقبل يوماً قد يكون الأخير من عمرك لأنّك تموت فيه وربما تكون مغبوطاً في بداية الليل بحيث تغبطك الناس عمّا أنت فيه من صحة وعافية وتقوم بواكيك في آخره أي قد يصبح الصباح وأنت ميت
ويقول ع اتقوا خداع الآمال وهذه هي عظمة الإمام (ع) فهو يعطينا أسرار الحياة بحسب طبيعة حركتنا فيها فالآمال الخادعة تجعل النّاس يفكرون بالحياة بطريقة خيالية ليس فيها شيء من الحذر فكم من مؤمل يوم لم يدركه باني بناء لم يسكنه وجامع مال لم يأكله ويحدّثنا (ع) عن هذا النوع من الآمال فيقول الأمل كالسراب يغّر من رآه ويخلف من رجاه فلا يتحقق رجاءه
فالإمام ع يريد في هذه الكلمات وفي غيرها أن يبيّن أنّ على الإنسان أن يعطي الأمل حركته ولكنّه يؤكّد على ضرورة الحذر باعتبار الظروف المستجدة التي تعاكس آمال الإنسان سيما وأنّ الأمل سلطان الشياطين على قلوب الغافلين
وقد ورد في الدعاء المروي عن الإمام الصادق ع في يوم عرفة أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة ومن حياة تمنع خير الممات ومن أمل يمنع خير العمل لأنّك عندما تعيش الأمل الطويل فإنّك تؤخر عملك إلى ذلك الوقت وربمّا لا يأتيك
بين الأمل والأجل
فلا بدّ للإنسان عندما يعيش الأمل أن يفكّر بالموت بحيث لا يجعل الأمل بعيداً عن التفكير بواقعية الموت الذي قد يأتيه في أيّة لحظة أي لا بدّ أن يعيش بين الأمل وبين الأجل حركة من يندفع بأمله ليعمل مسؤوليته وأن يعيش الانفتاح على أجله باعبتاره يركّز المسؤوليات على أساس سيرها الخط المستقيم حتى يقدّم حسابه بشكل دقيق جداً ويجعل أمله في نطاق الواقع فعن علي (ع) ما أنزل الموت حق منزلته من عدّ غداً من أجله فالإنسان الذي يعتبر اليوم الأتي هو من عمره لم ينزل الموت حق منزلته لأنّه لا بدّ له من أن يفكر في الموت كما لو كان يأتيه في كلّ لحظة وهذا التفكير لا يبعد الإنسان عن الامتداد في الحياة من خلال الكلمة المأثورة عن الإمام علي ع إعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً
فعندما تفكر في الحياة وبمسؤولياتك فيها تصوّر ابتعاد الموت عنك وبذلك تنجح في تحقيق أهدافك وغاياتك ومسؤولياتك ولكن عندما تريد أن تفكّر في حساب المسؤولية فكّر كما لو كنت تموت غداً حتى لا يلهيك الأمل ويشغلك عن تحمّل تلك المسؤولية
ويتابع الإمام ع ألا وإنّكم في أيام أمل من ورائه أجل فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله ولم يضرره أجله7 فكأنه يريد أن يقول إنّ عليك وأنت تعيش في دائرة الأمل أن تسارع إلى العمل مع الحرص على تذكر أنّ الموت سوف يأتيك وربما يقطع عليك عملك ومشروعك فليكن الأمل المقارن بالأجل حركة من أجل أن تسرع في عملك لتشتغل فيما يمكن أن يحقّقه العمل من فرصة هنا وفرصة هناك
وعن النبي (ص) أنّه أخذ ثلاثة أعواد فغرس عوداً بين يديه والآخر إلى جنبه وأمّا الثالث فأبعده وقال هل تدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا الإنسان وهذا الأجل وهذا الأمل يتعاطاه إبن آدم ويختلجه الأجل دون الأمل أي يأتيه الأجل ليقطع عليه آماله لذا لا بدّ لإنسان من أن يكون واقعياً في أمله بأن يجعل الأجل إلى جانب الأمل
سلبيات طول الأمل
وتتحدث الأحاديث الشريفة أيضاً عن سلبيات طول الأمل والمقصود بطول الأمل هو أن ينسى الإنسان الآخرة بحيث يتحرك أمله في الدنيا بما يجعله يفكر أن لا موت وراءه كلية وهذا هو الذي ورد فيه الحديث عن رسول الله ص إنّ أخوف ما أخاف عليكم إثنان الهوى وطول الأمل أمّا الهوى فيصدّ عن الحقّ وأما طول الأمل فينسي الآخرة
وفي إطار الأحاديث التي تناولت النتائج السلبية لطول الأمل والنتائج الإيجابية لقصر الأمل ما قال علي (ع) وما أطال عبد الأمل إلاّ أساء العمل لأنّ ذلك يدفعه إلى تأخير التوبة وإلى عدم حساب الآخرة وهناك حديث آخر عن علي ع فيما ناجى الله تعالى موسىع يا موسى لا تطل في الدنيا أملك فيقسو قلبك وقاسي القلب منّي بعيد لأنّ الإنسان عندما يطول أمله لا يخشع قلبه للموت ولا يرقّ ولا يلين للآخرة وعندها لا تنبض فيه حالات الخشوع وكلّما قسى قلب الإنسان إبتعد عن الله سبحانه وتعالى
إيجابيات قصر الأمل
وفي الجانب الأخر نجد امتداح قصر الأمل ففي الحديث عن علي (ع) من أيقن أن يفارق الأحباب ويسكن التراب ويواجه الحساب ويستغني عمّا خلّف ويفتقر إلى ما قدّم كان حرياً بقصر الأمل وطول العمل باعتبار أنّه يضع أمامه الحسابات السلبية التي تشجعه على أن يبادر إلى العمل والتوبة إلى جانب الحسابات الإيجابية التي تجعله يقوم بواجباته ومهماته في الحياة
وقد ورد في الحديث أنّ النبي ص قال لإبن مسعود قصر أملك فإذا أصبحت فقل إنيّ لا أمسي وإذا أمسيت فقل إنيّ لا أصبح وأعزم على مفارقة الدنيا وأحبب لقاء الله فهذا هو الذي يجعل الإنسان يبادر ويسارع ويستبق الخيرات
ولعلّ من أروع الصور في قصر الأمل ما ورد عن الإمام زين العابدين (ع) في أدعية الصحيفة السجّادية عندما يقول اللهم اكفنا طول الأمل وقصّره عنّا بصدق العمل فيجعل طول الأمل مشكلة للإنسان تدفعه لتأخير عمله وتسويفه كما يسوّف التوبة حتى يأتيه الموت وهو في حال الغفلة عن ذلك بينما يجعل قصر الأمل الإنسان مبادراً للعمل عندما يفكر أنّ فرصته في القرب من الله والوصول إليه ليست فرصة واسعة اللهم اكفنا طول الأمل وقصّره عنا بصدق العمل حتى لا نؤمل استتمام ساعة بعد ساعة ولا استيفاء يوم بعد يوم ولا اتصال نفس بنفس ولا لحوق قدم بقدم وسلّمنا من غروره وآمنا من شروره وأنصب الموت بين أيدينا نصباً ولا تجعل ذكرنا له غبّا واجعل لنا من صالح الأعمال عملاً نستبطىء به المصير إليك ونحرص له على وشك اللحاق بك حتى يكون الموت مأنسنا الذي نأنس به ومألفنا الذي نشتاق إليه وحامّتنا التي نحبّ الدنو منها فإذا أوردته علينا وأنزلته بنا فأسعدنا به زائراً وآنسنا به قادماً ولا تشقنا بضيافته ولا تخزنا بزيارته أمتنا مهتدين غير ضالّين طائعين غير مستكرهين تائبين غير عاصين ولا مصرين يا ضامن جزاء المحسنين ومستصلح عمل المفسدين
النتيجة
ومن كل هذه الأحاديث نخرج بنتيجة مهمة وهي أنّ الإسلام يمثّل خط التوازن بين الدنيا والآخرة وبين الموت والحياة فعلينا أن نعطي الحياة دورها وحركيتها في ما كلفنا الله به من مسؤوليات في أنفسنا وفي النّاس والحياة من حولنا وأن نعطي الآخرة دورها فيما أرادنا الله سبحانه وتعالى أن نستعد له في الآخرة وبذلك يتحقق التوازن لدينا فلا يأس يسقطنا في دائرة اللحظة ولا أمل يجعلنا نعيش الضياع والمتاهات التي ليس لها أي حد
وفي الختام لا بدّ للإنسان من أن يقطع أمله بكلّ أحد ويبقي أمله بالله لأنّه غاية كل أمل يقول سبحانه في الحديث القدسي لأقطعن أمل كل مؤمن أمل دوني النّاس إذاً لا بدّ للإنسان المؤمن أن يجعل أمله بالله وتكون الظروف عنده مجرد وسائل يعطيها الله سبحانه وتعالى للإنسان فالله هو غاية كل أمل وكل رغبة ومنتهى كل رجاء وعلى الإنسان أن يجعل توحيده لله خطاّ ثابتاً يلتزمه فيكون أمله به وحده في كل شيء ويكون أمله بالنّاس باعتبارهم الأدوات التي يسخّرها الله للإنسان في تحقيق أمله
نسأله تبارك وتعالى أن يحقّق لنا آمالنا في الدنيا لإنجاز الغايات الكبرى وأن يحقّق لنا آمالنا في رضوانه ومغفرته ودخول جنته إنه أرحم الراحمين
والحمد لله رب العالمين
ملاحظة الروايات الخاصة بشأن الأمل والواردة في متن المحاضرة هي عن ميزان الحكمة لمحمد محمدي ري شهري مج 1 ص14/15

هبه قربت اخلص
03-25-2009, 06:44 PM
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

اوسو
03-25-2009, 07:43 PM
اولا السلام عليكم , بجد موضوع رائع , واول مرة والله اقرا القصه دى بس انا شايف انها بتحمل فى طياتها بجد معانى كتير , ومشكلة فعلا بتعانى منها فئة كبيرة من المجمتع على اختلاف اعمارهم زى ماشوفنا فى القصة , بس انا دايما شايف ان تكاتف الظروف على الشخص هى اللى بتديله مساحة لعملية التسويف وطبعا قلة الوعى الدينى اللى بقه منتشر جدا فى جميع الاوساط , والله اعلم , وجزاكى الله عنا كل خير .

alaasalama
03-25-2009, 07:44 PM
سيدة فاضلة وداعية تروي هذه القصة فتقول :ذهبت للمستوصف وبعد أن أخذت رقم الدخول وجلست أنتظر دوري..دخلت شابة جميلة ولكنها متبرجة وملابسها غير محتشمة ..
أخذت رقمها وجلست ..شيء بداخلي يدعوني لتقديم نصيحة لها ..
و بعد تردد توكلت على الله وجلست بجانبها ..
سلمت عليها وأخذت أعاتبها بلطف وأبين لها ما وقعت به من مخالفات لأوامر الله ..
فما كان منها إلا أن نهرتني بشدة لتدخلي فيما لا يعنيني فهي حرة فيما تعمل وترتدي ..
كما تقول !!عدت لمكاني ، ولكن ذلك الهاتف بداخلي عاد هو أيضا ..لم لا أحدثها عن الموت هادم اللذات ..
توجهت إليها مبتسمة وطلبت منها أن تجيبني على سؤال واحد فقط ..
فقالت بتأفف : تفضلي !.قلت: لو جاءك ملك الموت الآن ماذا ستقولين له؟ردت وليتها ما ردت فقالت بسخرية : أقول له : كش .. كش..نزلت إجابتها كالصاعقة علي ليظهر رقمي في اللوحة !! دخلت على الدكتورة وأنا بحالة ذهول كيف لإنسان أن يتفوه بتلك الكلمات ..خرجت بعد إجراء اللازم لأرى جمهرة من النساء والممرضاتيرددن 'إنا لله وأنا إليه راجعون ' اقتربت أكثر فماذا رأيت .. إنها تلك الشابة وقد سقطت ميته !!!
لقد كان يومها وما ذلك الهاتف إلا لإعطائها الفرصة لتنوي التوبة ..
ولكنها لم تستفد من هذه الفرصة أتى ملك الموت وما استطاعت أن تقول له شيئا ..
جزاك الله عنا كل خير
وكتب لك بكل حرف بهذا الموضوع حسنة وحط عنك به سيئة

alaasalama
03-25-2009, 07:55 PM
ومع ذلك فقد قرات عن طول الامل ما يلي
التحذير من طول الأمل:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وبعد الأمل، أما الهوى فيعدل عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة. ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل. من جرى في عنان أمله فعاثر لا شك بأجله. الآمال مصائد الرجال. ووجد على حجر مكتوب: يا ابن آدم لو رأيت ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجوه من أهلك.
تبكيت من أطال الأمل:
أقام معروف الكرخي الصلاة فقال لمحمد بن ثوابة: تقدم. فقال: إن صليت بكم الصلاة لم أتقدم بعده. فقال: وأنت تحدث نفسك بصلاة أخرى؟ نعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع من خير العمل، من عد غداً من أجله فقد أساء.
نفع طول الأمل في الورى:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأمل رحمة لأمتي، ولولا الأمل ما أرضعت أم ولداً ولا غرس غارس شجراً. ومن هذا أخذ الحسين رضي الله تعالى عنه: لو عقل الناس وتصوروا الموت بصورته لخربت الدنيا. وقال مطرف: هذا الغفلة رحمة فلو دخل الناس الخوف من الموت ما انتفعوا بدنياهم.
مضرة انقطاع الأمل:
قيل: أعظم المصائب انقطاع الرجاء. وقيل لبزرجمهر: ما الذي يشدد البلاء على الناس؟ فقال: القنوط والاستبسال؛ قيل: فما الذي يهونه عليهم؟ قال: الرجاء وحسن الظن. قال النظام: كنا نلهو بالأماني وتطيب أنفسنا بها فذهبت من بعد وانقطع الأمل.
من كتاب محاضرات الادباء : للراغب الاصفهاني

خليفة جاويش
03-29-2009, 03:01 PM
اللهم نسألك حسن الخاتمة اللهم آمين

وسام الوكيل
03-29-2009, 06:48 PM
وفقك الله لما يحبه ويرضاه